عدن - (أ ف ب):
يحتدم غضب اليمنيين ازاء فشل الهدنة الانسانية التي اعلنتها الامم المتحدة اذ استمرت الغارات والقتال على الارض في ظل تدهور مستمر للاوضاع الانسانية.
وشنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية ليل الاحد وصباح الاثنين غارات جديدة استهدفت مواقع وتجمعات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في محافظتي عدن ولحج بجنوب البلاد مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بحسب مصادر عسكرية.
وتركزت الغارات على الضواحي الشمالية لعدن لاسيما جعولة والبساتين والرباط اضافة الى منطقة صبر التابعة لمحافظة لحج، كما استهدفت غارات جديدة مقرا عسكريا في وسط صنعاء.
كما قصف طيران التحالف مركبات عسكرية تابعة للحوثيين الشيعة وقوات صالح في منطقة خور مكسر وسط مدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد التي تعاني من اوضاع انسانية كارثية بحسب الامم المتحدة ومنظمات الاغاثة الدولية.
وقال مصدر عسكري في لحج ان طيران التحالف العربي شن ثلاث غارات على قاعدة العند الجوية التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم.
وفي لحج ايضا قتل ستة مسلحين من الحوثيين وقوات صالح في انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون على الطريق حسبما افاد مسؤول محلي.
وفي صنعاء، قالت مصادر طبية لوكالة فرانس برس أن عشرة مدنيين قتلوا في ضربة جوية استهدفت مساء الاحد مقر الهندسة العسكرية بمنطقة سعوان شرق وسط صنعاء.
وقال شهود عيان وسكان أن الضربة هي الثالثة لهذه المنطقة منذ ثلاثة ايام وقد تسببت بتدمير منازل محيطة بمقر الهندسة العسكرية وقتل وجرح عدد من المدنيين.
ويأتي ذلك في ظل انهيار الهدنة الانسانية التي اعلنتها الامم المتحدة اعتبارا من ليل الجمعة السبت، والتي كان يفترض ان تستمر حتى نهاية شهر رمضان وتسمح بايصال المساعدات الى السكان.
وبحسب الامم المتحدة فان 80% من السكان –اي 21 مليون شخص– يحتاجون للمساعدة او الحماية واكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب بسبب النزاع الذي اوقع اكثر من 3200 قتيل نصفهم من المدنيين منذ اواخر اذار/ مارس.
وقد تصاعد الغضب في صفوف اليمنيين والمنظمات المحلية والدولية ازاء الوضع المتدهور وفشل الهدنة ما يعيق ايصال المساعدات الى من هم بامس الحاجة اليها.
وتؤكد مصادر متطابقة ان ثلاث سفن تنتظر في البحر قبالة شواطئ عدن لادخال المساعدات اليها.
وقال وكيل محافظة عدن لشؤون المديريات نائف صالح البكري في بيان بان سفينة تابعة للأمم المتحدة ومحملة بالمساعدات، ما زالت عاجزة منذ اسبوعين عن الوصول إلى ميناء عدن.
وذكر البكري وهو رئيس مجلس قيادة المقاومة بعدن، اي القوى المؤيدة لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي والتي تقاتل الحوثين، بأن “مجلس قيادة المقاومة والسلطة المحلية بعدن على استعداد لتسهيل وتنسيق رسو السفن وتذليل أي صعوبات تواجه هيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية”.
ونوه البكري إلى أن سكان عدن يدخلون شهرهم الرابع من “الحصار الخانق… انهيار شبه كامل للمخزون الغذائي والأدوية وعدم تسلم الموظفين رواتبهم”.
من جهته، قال ياسر منير مبارك، وهو احد سكان مدينة عدن، “ليس هناك هدنة إنسانية. أين هي الهدنة والقصف متواصل على بيوتنا”.
اما الناشط الحقوقي محمد مساعد فقال لوكالة فرانس برس “لم تصل اي مساعدات إنسانية الى عدن منذ اعلان الهدنة”.
واضاف “عدن تعيش مجاعة وهي بحاجة الى هدنة لكن من نوع اخر، وليس هدنة اسماعيل ولد الشيخ (المبعوث الاممي) وأنما هدنة ترفع الحصار عن عدن بما يسمح بدخول المساعدات سوء عبر البر او البحر”.
اما ردفان الدبيس فقال ان “الهدنة فشلت تماما ولم يعد هناك شيء اسمه هدنة”.
ودخلت الهدنة حيز التنفيذ ليل الجمعة السبت وكان يفترض ان تستمر حتى نهاية شهر رمضان، الا انها سرعان ما خرقت في مناطق عدة.
واستمرت في الاثناء المواجهات على الارض بين القوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي من جهة والحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالفة مع المتمردين من جهة اخرى.
وكانت الامم المتحدة اكدت عند اعلان الهدنة انها حصلت على ضمانات كافية من جميع الاطراف.