أكدت مصادر رسمية أن نائب رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة خالد بحاح وصل أمس إلى محافظة عدن بمعية 6 وزراء في خطوة متقدمة لترتيب وضع عودة مقر الحكومة إلى عدن ووضع نهاية للمنفى الاجباري لمقر الحكومة منذ اقتحام المسلحين الحوثيين لمحافظة عدن مطلع آذار/مارس الماضي.
وقالت لـ«القدس العربي» إن»عودة بحاح إلى عدن برفقة بعض الوزراء جاءت لتأكيد استقرار الوضع الأمني فيها وتدشين ممارسة العمل الحكومي من عدن وتطبيع الأوضاع والحياة العامة»، كما وضعت حدا للجدل حول التسريبات الإعلامية الحوثية التي كانت تشكك في تحرير عدن من ميليشياتهم والتي كانت تصف الانتصارات بـ(الوهمية).
وقالت «ان خطوة بحاح وجهت رسائل سياسية تطمينية كثيرة للداخل وللخارج، حيث أعطت للداخل تأكيدات ان المقاومة الشعبية والجيش الوطني أصبحا هما المسيطران على الوضع، بالاضافة إلى تأكيد استتباب الوضع الأمني في عدن، في حين أعطت رسائل للخارج بأن جهود قوات التحالف العربي لم تذهب سدى وأن تحرير عدن هي أولى ثمار جهود قوات التحالف لإعادة الشرعية إلى اليمن».
وقال بحاح عقب وصوله إن عودة الحكومة إلى عدن «جزء من تحريرها وتطبيع الحياة فيها»، مؤكدا أن أول عمل سيقوم به هو زيارة الجرحى.
وأشارت المصادر إلى أن عودة قيادة الحكومة جاءت بعد خطوات جادة ومتسارعة للسلطة المحلية لتطبيع الأوضاع في محافظة عدن ومحاولة احتواء تداعيات المواجهات المسلحة التي خلفتها ميليشيا الحوثيين وإعادة الخدمات العامة والأساسية إلى المحافظة.
مؤكدة أن «وصول بحاح أيضا جاء للدفع بعجلة استئناف الحياة الطبيعية في عدن وتطمين النازحين واللاجئين من أبنائها أنه أصبح بالإمكان عودتهم إلى مساكنهم في ظل النزوح القسري واللجوء الاجباري الذي اجبر الكثير من سكان عدن على مغادرتها نحو مناطق آمنة في الداخل اليمني أو باللجوء إلى دول الجوار وفي مقدمتها جيبوتي التي استقبلت عبر البحر الآلاف من اللاجئين اليمنيين».
في غضون ذلك أكدت مصادر في المقاومة الشعبية لـ«القدس العربي»أن ميليشيا الحوثيين المدعومين من قوات الرئيس السابق علي صالح يواجهون انهيارات كبيرة في صفوفهم في المحافظات الجنوبية والوسطى بالتزامن مع فشلهم في الحشد الشعبي في المناطق القبلية الموالية لهم في الشمال، إثر سقوط الآلاف من أبنائهم قتلى وجرحى وأسرى في أيدي رجال المقاومة الشعبية في كافة المناطق الجنوبية والوسطى.
وقال الناطق الرسمي باسم المجلس التنسيقي الأعلى للمقاومة الشعبية في محافظة تعز البرلماني محمد مقبل الحميري «بشرى لشرفاء الوطن بالنصر… انهيار كبير للحوثيين في مختلف جبهات مدينة تعز وخاصة في جبل صبر الأشم الذي كان يعتبره الحوثيين انه معقلهم». وأوضح أن «أبناء صبر الأبطال قد انتفضوا وطهروا الأرض من تحت الأقدام الملوثة وسيطر الأبطال على مختلف المواقع بما فيها الموقع الاستراتيجي (موقع سيعة) وموقع المحزف الهام، وحاليا الغزاة الحوثيون محاصرون في موقع العروس فقط المتبقي بأيديهم وما هو إلا يوم أو بعض يوم وسيسقط موقع العروس بأيدي أبطال المقاومة».
مؤكدا أن رجال المقاومة الشعبية تقدموا كذلك في مختلف الجبهات في مدينة تعز باتجاه بئر باشا غربا وإدارة الأمن شرقا وأحرقوا دبابة للحوثيين أمام إدارة الامن. وقال «ان ليوث تعز في كل الجبهات متقدمون واصبح الخناق يضيق على الحوثيين الغزاة وأنصارهم من جيش علي صالح العائلي».
إلى ذلك قالت مصادر محلية ان هناك تقدما عسكريا كبيرا للمقاومة الشعبية وانهيارا متسارعا للميليشيا الحوثية في محافظة لحج الواقعة بين محافطتي عدن وتعز وأن رجال المقاومة ووحدات من الجيش الوطني تحقق تقدما يوميا في محيط قاعدة العند العسكرية وأصبحت تحاصر بقايا الميليشيا الحوثية في مواقع محدودة داخل قاعدة العند والتي أصبح تحريرها من أيدي الحوثيين مسألة وقت، وربما لا تعدو أياما قليلة.
وفي محافظة أبين حقق رجال المقاومة الشعبية تقدما عسكريا مهما في مديرية لودر والعديد من المناطق المجاورة لها وأصبحوا يضيقون الخناق على ميليشيا الحوثيين ويحاصرونهم من كل جانب.
وأكدت مصادر ميدانية للمقاومة «ان الميليشيا الحوثية واجهت انهيارات عسكرية كبيرة في أغلب الجبهات التي تواجه فيها مقاومة شرسة وذلك في كل محافظة تعز ولحج وأبين ومأرب والضالع وغيرها».
وأوضحت أن الانهيارات العسكرية الحوثية تزامنت أيضا مع فشل ذريع في استقطاب المزيد من المسلحين الحوثيين أو الموالين لهم في المناطق القبلية في الشمال إثر سقوط الآلاف من المسلحين الحوثيين من أبناء القبائل الشمالية بين قتيل وجريح وأسير في العديد من المحافظات التي دارت فيها مواجهات مسلحة في كل من محافظات تعز وعدن ولحج وأبين والضالع وغيرها.
وقالت «أصيب رجال القبائل الموالية للحوثيين وللرئيس السابق علي صالح مؤخرا بصدمة كبيرة جراء عودة جثامين الآلاف من أبنائهم الذين زجّ بهم الحوثيون في القتال المسلح في العديد من المحافظات الجنوبية والوسطى وأحيانا عديدة عادت صناديق وتوابيت فارغة تحمل صور وأسماء أبنائهم دون جثث، لأن الحوثيين لم يهتموا بهم بعد مقتلهم وتركوا جثثهم للكلاب في المناطق التي سقطوا فيها ولم يكرموهم حتى بدفن جثثهم هناك».
خالد الحمادي
